وكالة BRAND SOUTH AFRICA
تم منح أحد الأطفال الجنود السابقين في جمهورية الكونغو الديمقراطية جائزة بيئية دولية عن عمله كحارس لحديقة فيرونغا الوطنية، وهي أقدم حديقة للأحياء البرية في أفريقيا.
وقد حصل رودريجي كاتيمبو على جائزة غولدمان للبيئة في أبريل/نيسان 2017 تكريمًا لعمله في سبيل حماية الحديقة من الأضرار المحتمل وقوعها نتيجةً للتنقيب عن النفط في الحديقة. وبالإضافة إلى حشده لمواطني الكونغو الديمقراطية للاحتجاج على خطط الحفر للتنقيب على النفط في حديقة فيرونغا، فقد عمل أيضًا متخفيًا للكشف عن فساد مسؤولين حكوميين وعن الرشاوى التي يتلقونها من شركات نفط أجنبية.
أثبتت الأبحاث البيئية أن التنقيب عن النفط في الحديقة يهدد موائل الأسود والفيلة والغوريلا المهددة جدًا بالانقراض في المنطقة.
جائزة غولدمان – التي غالبًا ما يُطلق عليها نوبل الخضراء – هي جائزة سنوية تكرِّم الناشطين الأهليين في مجال البيئة في ست مناطق حول العالم. يتم منح الجائزة من جانب مؤسسة غولدمان البيئيةGoldman) (Environmental Foundation التي يقع مقرها في الولايات المتحدة.
حديقة فيرونجا الوطنية هي موطن لرُبع الغوريلات الجبلية المتبقية في العالم، حيث يوجد منها أقل من 900 غوريلا على مستوى العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فهذه الحديقة البالغ مساحتها أكثر من 5000 كيلومتر مربع – والممتدة عبر الكونغو الديمقراطية وأوغندا ورواندا – تتميز بالعديد من النظم البيئية الحساسة، منها غابات ومناطق بركانية وشبكات أنهار وبحيرات ومناطق جبلية.
وقد صرح كاتيمبو لشبكة CNN في أبريل/نيسان 2017 قائلاً: “يوجد بالحديقة العديد من أنواع عديدة مختلفة من الخدمات التي تفيد المجتمع. على سبيل المثال، يتوفر لديك العديد من مصائد الأسماك المحمية التي يمكن فيها للصيادين إعالة أسرهم والقدرة على توليد الدخل”.
ويقع على كاتيمبو وفريقه الصغير المتخصص عاتق الوقوف ضد العصابات الدولية للصيد غير المشروع ومواجهة حالة عدم الاستقرار السياسي الناتجة عن مختلف مجموعات المليشيات. فخلال العقدين الماضيين، تم قتل أكثر من 160 حارسًا للحديقة على أيدي متمردين وصيادين غير مشروعين.
كاتيمبو على دراية جيدة بالنزاعات السياسية والحروب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية المستمرة لعقود طويلة. ولأنه كان مراهقًا في عام 1989، أجبرته إحدى جماعات الميليشيات على أن يصبح طفلاً مجندًا. وقد قاتل كاتيمبو رفقة العديد من الجماعات حتى عام 2003، حينما أعطته فترة قصيرة عم فيها السلام فرصةً لترك هذه الحياة القتالية والسير وراء حلم عمره بالعمل مع الحياة البرية.