Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

التوفيق والمطالبة بتوخي الحرص سمة الستة أشهر الأولى لجهود التصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)

أسرة‭ ‬ايه‭ ‬دي‭ ‬اف

مرت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬الفيروس‭ ‬المعروف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬سارس‭-‬كوف‭-‬2‮»‬‭> ‬وقد‭ ‬انتشر‭ ‬الفيروس‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬فأصاب‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬مواطن،‭ ‬وأودى‭ ‬بحياة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬438‭,‬000‭ ‬آخرين،‭ ‬وسحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وتأثرت‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬بمرض‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬وهو‭ ‬المرض‭ ‬التنفسي‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬فيه‭ ‬الفيروس‭ ‬المستجد؛‭ ‬إذ‭ ‬سجّلت‭ ‬نيجيريا‭ ‬الحالات‭ ‬الأولى‭ ‬المصابة‭ ‬بالمرض‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/ ‬يناير،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انتشر‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬بحيث‭ ‬استغرق‭ ‬الأمر‭ ‬98‭ ‬يوماً‭ ‬لتسجيل‭ ‬100‭,‬000‭ ‬حالة،‭ ‬وتضاعف‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬خلال‭ ‬18‭ ‬يوماً‭ ‬فحسب،‭ ‬وذلك‭ ‬طبقاً‭ ‬لتقارير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭.‬

وأفادت‭ ‬هيئة‭ ‬المراكز‭ ‬الإفريقية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬كانت‭ ‬سائر‭ ‬بلدان‭ ‬القارة‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬54‭ ‬بلداً‭ ‬قد‭ ‬سجّلت‭ ‬شكلاً‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاختلاط‭ ‬بالمرض،‭ ‬وارتفع‭ ‬بذلك‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬242‭,‬000‭ ‬حالة‭.‬

فقد‭ ‬صرّحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ماتشيديسو‭ ‬مويتي،‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬لإفريقيا،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬بقولها‭: ‬”ما‭ ‬تزال‭ ‬إفريقيا‭ ‬لم‭ ‬تسجّل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إلّا‭ ‬نزراً‭ ‬يسيراً‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬العدوى‭ ‬عالمياً،‭ ‬ولكن‭ ‬تزيد‭ ‬سرعة‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭. ‬وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬التدابير‭ ‬المبكرة‭ ‬والسريعة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات،‭ ‬ولكن‭ ‬ينبغي‭ ‬توخي‭ ‬الحيطة‭ ‬دائماً‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬من‭ ‬تكديس‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬بالحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭.‬“

الآثار‭ ‬الصحية

تصل‭ ‬نسبة‭ ‬سكان‭ ‬قارة‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬17‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬سجّلت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬نحو‭ ‬3‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬نسبة‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ونسبة‭ ‬1‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات؛‭ ‬وطالما‭ ‬كان‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬الدقيق‭ ‬للحالات‭ ‬المصابة‭ ‬يمثل‭ ‬تحدياً،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬جزئياً‭ ‬إلى‭ ‬ندرة‭ ‬إجراء‭ ‬اختبارات‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الفيروس‭.‬

ولا‭ ‬تتوزع‭ ‬الحالات‭ ‬والوفيات‭ ‬المسجّلة‭ ‬بالتساوي‭ ‬بين‭ ‬بلدان‭ ‬القارة،‭ ‬إذ‭ ‬ذكرت‭ ‬مويتي‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬بلدان‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬80‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬تفشّي‭ ‬الفيروس‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬54‭ ‬بلداً‭. ‬وقالت‭ ‬مويتي‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬المسجّلة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬المكتظة‭ ‬بالسكان‭ ‬—‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬عواصم‭ ‬البلدان‭ ‬—‭ ‬ولكن‭ ‬بدأ‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المدن‭.‬

وحسبما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬مكتب‭ ‬مويتي،‭ ‬فقد‭ ‬سجّلت‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان،‭ ‬وزيمبابوي‭ ‬أعلى‭ ‬معدلٍ‭ ‬لانتقال‭ ‬العدوى‭ ‬في‭ ‬القارة،‭ ‬وسجّلت‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬مالاوي‭ ‬وناميبيا‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬عودة‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المتضررة،‭ ‬وسجّلت‭ ‬ثلاثة‭ ‬بلدان‭ ‬جديدة‭ ‬—‭ ‬وهي‭ ‬الرأس‭ ‬الأخضر،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وأوغندا‭ ‬—‭ ‬حالات‭ ‬وسط‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭. ‬وفي‭ ‬15‭ ‬حزيران‭/‬يونيو،‭ ‬أعلن‭ ‬مكتب‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بموريتانيا‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬الكمامات‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تبرع‭ ‬بها‭ ‬المغرب،‭ ‬وقد‭ ‬أرسل‭ ‬المغرب‭ ‬طائرات‭ ‬تحمل‭ ‬شحنات‭ ‬مماثلة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المدرجة‭ ‬بقائمة‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭. ‬

وتأتي‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬بلدان‭ ‬القارة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات،‭ ‬ويتلوها‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وغانا،‭ ‬والجزائر‭. ‬ويوجد‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬أفضل‭ ‬نظام‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بالقارة،‭ ‬ولكن‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬أيضاً‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬المعرضين‭ ‬لخطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬لأنهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬مسبقة‭ ‬مثل‭ ‬الإيدز‭ ‬والسل‭. ‬

وقالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬كلير‭ ‬كين،‭ ‬المنسق‭ ‬الطبي‭ ‬لمنظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬ناشيونال‭ ‬جيوجرافيك‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬”تتضاعف‭ ‬الآن‭ ‬خطورة‭ ‬إصابة‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مسبقة‭.‬“‭. ‬وتتولى‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬إدارة‭ ‬مستشفىً‭ ‬ميداني‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬ضاحية‭ ‬كايليتشا‭ ‬الواقعة‭ ‬بمنطقة‭ ‬كيب‭ ‬تاون‭ ‬الحضرية‭. ‬

هذا،‭ ‬وقد‭ ‬أمست‭ ‬محافظة‭ ‬كيب‭ ‬الغربية‭ ‬أسوأ‭ ‬منطقة‭ ‬مصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بل‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬ضاحية‭ ‬كايليتشا‭ ‬أعلى‭ ‬تجمّع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لمرضى‭ ‬السل‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬بمرض‭ ‬الإيدز‭. ‬ويقول‭ ‬مسؤولو‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬إن‭ ‬الاستجابة‭ ‬الشاقة‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬إهمال‭ ‬مرضى‭ ‬الإيدز‭ ‬والسل‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬مسؤولو‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬إن‭ ‬ثبوت‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يمثل‭ ‬وصمة‭ ‬عار؛‭ ‬ولذلك‭ ‬يتجنب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬إجراء‭ ‬الاختبارات،‭ ‬وقد‭ ‬يصبحون‭ ‬بذلك‭ ‬ناقلين‭ ‬مجهولين‭ ‬للفيروس‭.‬

”سوف‭ ‬يستغرق‭ ‬الأمر‭ ‬سنوات‭ ‬لاستعادة‭ ‬ما‭ ‬خسرناه‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬“‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ناشيونال‭ ‬جيوجرافيك‮»‬‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬السيد‭ ‬جافين‭ ‬تشيرتشيارد،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمعهد‭ ‬‮«‬أوروم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬والصحية‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬في‭ ‬جوهانسبرغ‭.‬

الوضع‭ ‬الراهن

تعاني‭ ‬أنظمة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بالقارة‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬المحدودة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة؛‭ ‬ولذلك‭ ‬شرعت‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حلولها‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬للتصدي‭ ‬لمشكلة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭. ‬

• تأتي‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬النيجيرية‭ ‬ضمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬أجهزة‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬لعلاج‭ ‬الحالات‭ ‬الحرجة‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭. ‬

• تستخدم‭ ‬النيجر‭ ‬تطبيق‭ ‬الواتساب‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬للتصدي‭ ‬للأكاذيب‭ ‬المنتشرة‭ ‬حول‭ ‬الفيروس‭.‬

• تساعد‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيّرة‭ ‬التي‭ ‬طوّرتها‭ ‬الشركات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬المستلزمات‭ ‬الطبية،‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحظر‭ ‬الصحي‭ ‬العام،‭ ‬وتطهير‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬جواً‭.‬

• توصّل‭ ‬مصممو‭ ‬الرسوم‭ ‬المتحركة،‭ ‬والفنانون،‭ ‬والموسيقيون‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬لنشر‭ ‬طرق‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ومنها‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬موضوع‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬غرانما‮»‬‭ ‬الشهيرة‭ ‬بموسيقى‭ ‬الريغي‭ ‬في‭ ‬موزمبيق،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬اغسل‭ ‬يديك‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬تحوّلت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬المستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬إلى‭ ‬استيرادها؛‭ ‬لأن‭ ‬تزايد‭ ‬الطلب‭ ‬عليها‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نفاذها‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭. ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬حتى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬قد‭ ‬أخذ‭ ‬يتغير،‭ ‬إذ‭ ‬تكثّف‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والبلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬إنتاج‭ ‬الكمامات،‭ ‬ومطهر‭ ‬اليدين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستلزمات‭ ‬المهمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وتتبادلها‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭.‬

فقد‭ ‬كتب‭ ‬السيد‭ ‬هيبوليت‭ ‬فوفاك،‭ ‬كبير‭ ‬الخبراء‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الإفريقي‭ ‬للاستيراد‭ ‬والتصدير،‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أفريكان‭ ‬بيزنس‮»‬‭ ‬يقول‭: ‬”ينبغي‭ ‬لأزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أن‭ ‬تحفّز‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬افتتاح‭ ‬صناعات‭ ‬المستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬والصيدلانية‭ ‬المحلية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والصحي‭ ‬وتأهيل‭ ‬المنطقة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬المستقبلية‭.‬“

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬قد‭ ‬تمكّنت‭ ‬بفضل‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬مثل‭ ‬الإيبولا‭ ‬من‭ ‬الاستجابة‭ ‬المبكرة‭ ‬والسريعة‭ ‬لتفشّي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إجراء‭ ‬الاختبارات،‭ ‬وتعقب‭ ‬المخالطين‭ ‬للمرضى،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬مكافحة‭ ‬الأوبئة‭. ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬يظهر‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لقطاع‭ ‬الصحة‭ ‬بالقارة‭.‬

وقد‭ ‬ينزر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بإمكانية‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬جديدة؛‭ ‬إذ‭ ‬عادت‭ ‬عاصمة‭ ‬بوتسوانا‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬الحظر‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬الإصابات‭ ‬بعد‭ ‬تخفيف‭ ‬قيود‭ ‬الحظر‭ ‬في‭ ‬أيّار‭/‬مايو،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬بوتسوانا‭ ‬قد‭ ‬سجّلت‭ ‬إصابات‭ ‬قليلة‭ ‬نسبياً‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬مقارنةً‭ ‬بدول‭ ‬الجوار‭.‬

ففي‭ ‬خطاب‭ ‬تليفزيوني،‭ ‬أعلن‭ ‬الدكتور‭ ‬ملاكي‭ ‬تشيباياجي،‭ ‬مدير‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬بوتسوانا،‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬أربع‭ ‬حالات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬وثمانيَ‭ ‬حالات‭ ‬بمستشفىً‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬جابورون،‭ ‬وقال‭ ‬تشيباياجي‭ ‬إن‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬بوتسوانا‭ ‬ارتفع‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬حالة‭.‬

هذا،‭ ‬وصرّحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ماتشيديسو‭ ‬مويتي‭ ‬في‭ ‬إحاطة‭ ‬إعلامية‭ ‬موجزة‭ ‬بقولها‭: ‬”من‭ ‬البيّن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬العالمية‭ ‬تنتشر‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،‭ ‬ولئن‭ ‬كانت‭ ‬أعداد‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬سجّلتها‭ ‬إفريقيا‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬3‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الحالات‭ ‬المسجّلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬“

التعليقات مغلقة.