Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

إنقاذ الساحل

قوة‭ ‬قتالية‭ ‬جديدة‭ ‬تسعى‭ ‬لتأمين‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬الجهاديين‭ ‬والاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬إف

انبعثت

سحب‭ ‬دخان‭ ‬أسود‭ ‬كثيفة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬مدينة‭ ‬واغادوغو‭ ‬ببوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2018،‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الجهاديين‭ ‬المتطرفين‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬المزدحمة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬بغرب‭ ‬إفريقيا‭.‬

استهدف‭ ‬الهجوم‭ ‬المزدوج‭ ‬السفارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬ومقر‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬وأسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ثمانية‭ ‬جنود‭ ‬وثمانية‭ ‬من‭ ‬المهاجمين،‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬ثمانون‭ ‬آخرون‭ ‬بجروح،‭ ‬وهذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬هو‭ ‬ثالث‭ ‬هجوم‭ ‬تشهده‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭.‬

وصرح‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬كليمنت‭ ‬ساوادوجو‭ ‬للصحفيين‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬يستهدف‭ ‬كبار‭ ‬مسؤولي‭ ‬الجيش‭ ‬ولعل‭ ‬الغرض‭ ‬كان‭ “‬الإطاحة‭” ‬بالقيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سينجح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لولا‭ ‬نقل‭ ‬الاجتماع‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬حادث‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬فسبقه‭ ‬هجوم‭ ‬في‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬2017‭ ‬أدى‭ ‬لمصرع‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬شخصًا‭ ‬وإصابة‭ ‬آخرين‭ ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬مسلحين‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬على‭ ‬مطعم‭ ‬تركي‭. ‬وفي‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2016،‭ ‬قتل‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‭ ‬عشرين‭ ‬شخصًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬ومقهى‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الشارع‭ ‬المزدحم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭.‬

جندي نيجيري بالقرب من منطقة ديفا يتولى حراسة الحدود مع نيجيريا. رويترز

فعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬مالي‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الشمال،‭ ‬لا‭ ‬تستضيف‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬أي‭ ‬بعثات‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬عمل‭ ‬عسكري‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬لمكافحة‭ ‬أي‭ ‬تمرد‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬البلاد‭ ‬تمثل‭ ‬مثال‭ ‬اخر‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الشمال‭ ‬عن‭ ‬السافانا‭ ‬الرطبة‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬الجنوب‭. ‬وتمتد‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬من‭ ‬السنغال‭ ‬شرقًا‭ ‬لقرابة‭ ‬4‭,‬000‭ ‬كيلومتراً‭ ‬عبر‭ ‬إريتريا‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭.‬

وبعد‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬واستمرار‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬والتمرد‭ ‬الإسلامي‭ ‬المسلح‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬الكاميرون‭ ‬وتشاد‭ ‬والنيجر،‭ ‬قررت‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬حدودها‭ ‬وحماية‭ ‬شعوبها‭.‬

وبالفعل،‭ ‬انتشرت‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬لمنع‭ ‬حالات‭ ‬التمرد‭ ‬والاضطرابات‭. ‬وأنشئت‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتكاملة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬لاستعادة‭ ‬النظام‭ ‬بعد‭ ‬انقلاب‭ ‬2012‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬انتفاضة‭ ‬الطوارق‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬وشنت‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬عملية‭ ‬سرفال‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬لصد‭ ‬تقدم‭ ‬الإسلاميين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭. ‬أما‭ ‬تشاد‭ ‬فسيرت‭ ‬2‭,‬000‭ ‬فرداً‭ ‬من‭ ‬قواتها‭ ‬إلى‭ ‬مالي‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬القتال‭.‬

وعلى‭ ‬دولة‭ ‬النيجر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬أن‭ ‬تراعي‭ ‬حدودها‭ ‬مع‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الغرب‭ ‬وتوغلات‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ديفا‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬ترزح‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭. ‬وتحظى‭ ‬دولة‭ ‬النيجر‭ – ‬مع‭ ‬بنين‭ ‬والكاميرون‭ ‬وتشاد‭ ‬ونيجيريا‭ – ‬بعضوية‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬التي‭ ‬تقاتل‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬حوض‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭.‬

وأخيرًا،‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬فرنسا‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬عملية‭ ‬برخان،‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬قوامها‭ ‬4‭,‬000‭ ‬فرداً‭ ‬تطورت‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬سرفال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وتتمركز‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وتشاد‭ ‬ومالي‭.‬

وتوحد‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ (‬أو‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬Force Conjointe du G5‭ ‬Sahel‭) ‬بين‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وتشاد‭ ‬ومالي‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والنيجر‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬مقاتلة‭ ‬ستنضم‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬المضطربة‭. ‬وتتسم‭ ‬المهمة‭ ‬المقبلة‭ ‬بالتعقيد‭. ‬وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬ستمثل‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬عدة‭ ‬مجموعات‭ ‬مختلفة‭.‬

المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل

بدأت‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الخمسة‭ ‬الأعضاء‭. ‬وبعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬قرر‭ ‬التحالف‭ ‬إطلاق‭ ‬قوة‭ ‬أمنية‭ ‬مشتركة‭ ‬لمعالجة‭ ‬المخاوف‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والإرهاب‭. ‬وقد‭ ‬أيد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قوة‭ ‬الساحل،‭ ‬والتي‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ “‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭”‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مقال‭ “‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬تكتسب‭ ‬زخمًا‭”‬،‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬9‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2018،‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ (‬ACSS‭).‬

ويقوم‭ ‬مفهوم‭ ‬العمليات‭ ‬لدى‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬أركان،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬بجريدة‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬وسوف‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭:‬

محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتهريب‭ ‬المخدرات‭.‬

المساعدة‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬وإعادة‭ ‬المهجرين‭ ‬واللاجئين‭.‬

تسهيل‭ ‬تقديم‭ ‬العمليات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتوصيل‭ ‬الإغاثات‭ ‬للمحتاجين‭.‬

المساعدة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭.‬

وستتألف‭ ‬قوة‭ ‬تضم‭ ‬قرابة‭ ‬5‭,‬000‭ ‬فرداً‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭. ‬وسيشمل‭ ‬هذا‭ ‬المجموع‭ ‬سبع‭ ‬كتائب‭ ‬قوام‭ ‬كل‭ ‬كتيبة‭ ‬منها‭ ‬550‭ ‬جندياً‭: ‬بحيث‭ ‬تقدم‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وتشاد‭ ‬وموريتانيا‭ ‬كتيبة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬بينما‭ ‬تقدم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬كتيبتان‭. ‬كما‭ ‬ستوفر‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬200‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدرك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ستقدم‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬الأخرى‭ ‬100‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬أو‭ ‬الدرك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة،‭ ‬حسبما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬وستنتشر‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬قطاعات‭ ‬هي‭: ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬والأوسط‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬ومالي‭ ‬والنيجر،‭ ‬والشرقي‭ ‬في‭ ‬تشاد‭ ‬والنيجر‭. ‬وسيكون‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬سيفاري‭ ‬بمالي،‭ ‬ومن‭ ‬المزمع‭ ‬أن‭ ‬تقام‭ ‬مراكز‭ ‬قيادة‭ ‬ثانوية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قطاع‭.‬

وسيكون‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬القطاع‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬نبيكيت‭ ‬بموريتانيا،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬العقيد‭ ‬سالم‭ ‬فال‭ ‬ولد‭ ‬إسلمو‭ ‬من‭ ‬موريتانيا‭. ‬ولم‭ ‬يتضح‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬أماكن‭ ‬مقرات‭ ‬قيادة‭ ‬القطاعات‭ ‬المتبقية‭.‬

من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬وكالة‭ ‬رويترز‭. ‬وستغطي‭ ‬المنطقة‭ ‬الأولى‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر،‭ ‬بينما‭ ‬ستتولى‭ ‬المنطقة‭ ‬الأخرى‭ ‬مراقبة‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬مالي‭ ‬وموريتانيا‭. ‬أما‭ ‬المنطقة‭ ‬الثالثة‭ ‬فستواجه‭ ‬المشكلات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحدود‭ ‬الثلاثية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬ومالي‭ ‬والنيجر‭.‬

وفي‭ ‬أحد‭ ‬نقاط‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الحدودية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬دول،‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬منطقة‭ ‬ليبتاكو‭-‬جورما،‭ ‬نفذت‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬أول‭ ‬عملية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬27‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬و10‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬2017،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬أورده‭ ‬موقع‭ ‬Jane’s 360‭. ‬ويقال‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬المسماة‭ ‬بعملية‭ ‬هاوبي،‭ ‬والتي‭ ‬تعني‭ “‬البقرة‭ ‬السوداء،‭” ‬ضمت‭ ‬350‭ ‬جنديًا‭ ‬من‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬و200‭ ‬جندياً‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تصاعد‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬المتشددون‭. ‬وساهمت‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬بعربات‭ ‬مدرعة‭ ‬ومتخصصين‭ ‬في‭ ‬المتفجرات‭.‬

وأعلنت‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬معد‭ ‬سلفًا‭ ‬أن‭ “‬العملية‭ … ‬تستهدف‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬حدود‭ ‬ثلاثة‭ ‬بلدان‭ ‬لمحاربة‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬والاتجار،‭ ‬لأجل‭ ‬السماح‭ ‬بإعادة‭ ‬مستوى‭ ‬مرضي‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬يجلب‭ ‬الطمأنينة‭ ‬للسكان‭”.‬

وفي‭ ‬14‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬شرعت‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الثانية‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬باجنالي‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ “‬الرعد‭” ‬في‭ ‬لغة‭ ‬الفولا،‭ ‬وركزت‭ ‬العملية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬ومالي‭. ‬وصرح‭ ‬قائد‭ ‬القوة‭ ‬اللواء‭ ‬ديدييه‭ ‬داكو‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬لمحطة‭ ‬الإذاعة‭ ‬الفرنسية‭ ‬RFI‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬استعانت‭ ‬بكتيبة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬من‭ ‬البلدين‭ ‬لتعمل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تبعد‭ ‬حوالي‭ ‬8‭,‬000‭ ‬متراً‭ ‬مربع‭ ‬جنوب‭ ‬بوليكيس‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬وناسومبو‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭.‬

وأضاف‭: “‬اسمحوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أصرح‭ ‬لكم‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬عملية‭ ‬باجنالي،‭ ‬فإن‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقتي‭ ‬الساحل‭ ‬ترسخ‭ ‬صورتها‭ ‬كقوة‭ ‬ساحلية‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بساحة‭ ‬المعركة،‭ ‬وتمتلك‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬والتنسيق‭ ‬الجيد‭ ‬مع‭ ‬الجيوش‭ ‬الوطنية‭”.‬

وسيلزم‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عملها‭. ‬

تنسيق‭ ‬الجهود

تعج‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬عمومًا،‭ ‬وبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬خصوصًا،‭ ‬بالتهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬يتسم‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬بصعوبة‭ ‬خاصة،‭ ‬وتعمل‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتكاملة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬وسط‭ ‬مجموعة‭ ‬معقدة‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المتشددة‭ ‬المسلحة‭.‬

وقد‭ ‬تشكلت‭ ‬جماعة‭ ‬نصرة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬الجهادية‭ ‬المسلحة‭ ‬بعد‭ ‬اندماج‭ ‬جماعة‭ ‬أنصار‭ ‬الدين‭ ‬وجبهة‭ ‬تحرير‭ ‬ماسينا‭ ‬والمرابطون‭ ‬وفرع‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2017‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬جميع‭ ‬الجماعات‭ ‬الأربعة‭ ‬تمارس‭ ‬نشاطها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬وتمثل‭ ‬جماعة‭ ‬نصرة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬الفرع‭ ‬الرسمي‭ ‬لتنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

وهناك‭ ‬جماعات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬حركة‭ ‬الوحدة‭ ‬والجهاد‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬مالي‭.‬

جنود ماليون يشاركون في عملية هاوبي في وسط مالي، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017.
وكالة فرانس برس/جيتي إيميجز

وفي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتكاملة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬وعملية‭ ‬برخان‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬فرنسا،‭ ‬يثار‭ ‬تخوف‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬القوة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ “‬تكدس‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭” ‬في‭ ‬مالي‭ ‬وخارجها‭. ‬وتعد‭ ‬تشاد‭ ‬والنيجر‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تضييق‭ ‬نطاق‭ ‬عمل‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقاربها‭ ‬مع‭ ‬أنشطة‭ ‬قوة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ “‬يوحي‭ ‬بضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬العملياتي‭” ‬مع‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬تشاد‭ ‬والنيجر،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬معهد‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭.‬

‭”‬ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬بعض‭ ‬الشركاء‭ ‬الأمنيين‭ ‬يشاركون‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬البعثات،‭ ‬فعليهم‭ ‬توضيح‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الأدوار‭ ‬المنوطة‭ ‬بكل‭ ‬منهم‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬التكليفات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهد‭ ‬العام‭ ‬المبذول‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭”‬،‭ ‬حسبما‭ ‬أوردت‭ ‬جريدة‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

وقال‭ ‬العقيد‭ ‬ليون‭ ‬تراوري،‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬تشارك‭ ‬فعليًا‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬برخان،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬اختلاف‭ ‬نطاقات‭ ‬عمل‭ ‬البعثات‭. ‬وقد‭ ‬تعزز‭ ‬القوة‭ ‬الجديدة‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬دون‭ ‬إلغاءها‭.‬

وأضاف‭ ‬قائلًا‭ ‬لايه‭ ‬دي‭ ‬اف‭: “‬تكمن‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬قواتنا‭ ‬وجهودنا،‭ ‬للجمع‭ ‬بين‭ ‬قدراتنا‭ ‬عبر‭ ‬مشاركة‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬ولتوحيد‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نؤدي‭ ‬بها‭ ‬الأعمال‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬المشترك،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬الفلسفة‭ ‬الداعمة‭ ‬للمجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬تكمن‭ ‬فيما‭ ‬ذكرت،‭ ‬وهي‭ ‬باختصار‭: ‬الوحدة‭ ‬أساس‭ ‬القوة‭. ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬توحيد‭ ‬جهودنا‭ ‬لنفعل‭ ‬معًا‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬فعله‭ ‬لمكافحة‭ ‬عدو‭ ‬قد‭ ‬صار‭ ‬مشتركًا‭”.‬

وكتب‭ ‬أندرو‭ ‬ليبوفيتش،‭ ‬الزميل‭ ‬الزائر‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2018‭ ‬أنه‭ ‬تتعين‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬سير‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية‭ ‬لقوة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬نظام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يتعرضوا‭ ‬للخطر‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬بسبب‭ ‬القتال‭. ‬وقد‭ ‬دفعت‭ ‬عمليات‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬مثل‭ ‬عملية‭ ‬باجنالي‭ ‬اللاجئين‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬مالي‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬والاختلافات‭ ‬الطائفية‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬المتشددين‭ ‬يمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬لدولة‭ ‬مالي،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬رؤية‭ ‬ليبوفيتش‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬الحكم‭. ‬وقال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬حسن،‭ ‬المراقب‭ ‬العسكري‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سيفاري‭ ‬لخدمة‭ ‬الأخبار‭ ‬في‭ ‬بلومبرج‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬فتنة‭ ‬الجماعات‭ ‬المتشددة‭ ‬واضح‭.‬

وقال‭ ‬حساني‭: “‬السبب‭ ‬هو‭ ‬الفقر،‭ ‬فالشاب‭ ‬العاطل‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الزواج،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬شاب‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يعرض‭ ‬عليه‭ ‬الجهاديون‭ ‬المال،‭ ‬وليس‭ ‬أي‭ ‬مال،‭ ‬بل‭ ‬يدفعون‭ ‬مبالغ‭ ‬جيدة‭ – ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬أحيانًا‭ ‬حتى‭ ‬200‭ ‬دولاراً‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭ ‬تدفع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭”.‬

وذكرت‭ ‬جريدة‭ ‬مركز‭ ‬إفريقيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬عمليات‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭. ‬وهذا‭ ‬سيساهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬في‭ ‬تقويض‭ ‬قدرة‭ ‬الجهاديين‭ ‬على‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والترويج‭ ‬لأفكارهم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬صاحب‭ ‬ذلك‭ ‬التزام‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬بأعلى‭ ‬معايير‭ ‬الكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وأقر‭ ‬ذلك‭ ‬نائب‭ ‬قائد‭ ‬قوة‭ ‬المجموعة‭ ‬الخماسية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬يايا‭ ‬سيري‭ ‬من‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭. ‬وقال‭ ‬لبلومبرج‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬وحدها،‭ “‬فالحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التنمية‭”‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.

التعليقات مغلقة.